هيا يادمشق يادرة الشرق.. ياقداسة الطهر.. هيا سافري بعد أيام بأطيافك البيضاء وتيجانك المضمخة بالياسمين والمسك وأشعار المجد... سافري إلى الوطن الجريح.. إلى القدس.. إلى بهية المدائن...
إلى حيث«الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان».. حيث التشرد القسري والألم المرير وتجار البربر يبيعون الحب والسلام بلا وازع أو ضمير..
..سافري يادمشق إلى القدس وهناك وفي ملتقى الثقافات المزهرة بالجهود العربية سيعانق تاريخك الأمثل كل الاخيار وسجلات الأبرار، المرصعة بدماء الأبطال وستلثمين جبين المسجد الأقصى الصابر الطاهر، وستطوفين متشرفة ومتطهرة حول قبة الصخرة وكنيسة القيامة وستنثرين ورودك الجورية على مقامات الصالحين والأولياء وفوق قبور الشهداء والأبرياء..
هيا يادمشق يانور الثقافات.. ياأم الحريات.. ياعاصمة الارادة والقرارات.. يامن صنعت بإعجاز لايوصف اسطورة الدولة الأموية وحطمت بلا هوادة كل الاجتياحات الاستعمارية وقزمت المساعي العدوانية وجردت شياطين اللئام من اسلحتهم السامة والخطيرة.. هيا دمشق يامن مازلت الموئل والدار.. الحبيبة والطبيبة لكل عاشق أمان ووداد وكل باحث عن همسة نقاء ولهفة وفاء وأمنية لقاء مع الإخوان العرب الأشقاء... هيا.. فالقدس البهية تنتظرك على مشارف النصر لتستقبلك بتراتيلها المريمية المعطرة بابتهالات عمر بن الخطاب الذي فتحت له الأبواب بكل حفاوة وترحاب.. فالقدس يادمشق تنتظرك من حيث مكثت أبد الدهر ترصد بهاء الكون وتمنح الصلاة لكل روح ونفس.
.. تنتظرك ياشقيقة المجد لتتسلم منك راية العروبة.. راية الثقافة الزهية.. راية التواصل والتلاحم.. راية الاصرار على إنارة قناديل المدائن العربية رغم كل افتراسات الهمجية التي مازالت غضوبة وحاقدة على كل حمامة سلام.. على كل شجرة زيتون أخضر أو بيارة برتقال توهجت وقد لوحتها شمس العطاء الرباني الأقدس بعد أن كرس منطقة المشرق العربي لتكون مصانع انتاج فاخرة للخيرات والكنوز المذهبة الباهرة...
فيادمشق.. يادمشق الفيحاء إن القدس البهية في ثيابها العربية تنتظرك ياأخت الوفاء كي تتابع المسيرة وتدخل«كما فعلت سابقاً وفي عام 2008م على وجه الخصوص» إلى قاعات الشرف الأكبر... قاعات الإيمان الأطهر.. قاعات الوجود العربي الأسبق والأقدر على احتضان كل ثقافة وفكر... كل بناء وشعر... كل امتداد ورسالة وأصالة..
فيا دمشق سافري على متن ثقافاتك المرمرية سافري إلى القدس البهية العصية على التبديد والتطويع والتطبيع وهناك يادمشق ازرعي راياتك الملونة بشتى الثقافات... والمشرقة بآيات البطولات وبأسفار عن الحب الوفي التي اكتنزته دمشق لكل العواصم العربية...
.... والقدس يادمشق كما يحدثنا القلقشندي في كتابه« صبح الأعشى» هي لفظة غلبت على مدينة بيت المقدس.. وهي أصل التقديس والتطهير من الأدناس... ولقد كانت القدس مبنية على جبل مستدير، وعرة المسالك... بناؤها من الحجر والكلس.
... وفي القدس كما جاء«في الروض المعطار» بنى عمر بن الخطاب مسجداً حيث موقع الصخرة الذي بقي على وضعه حتى جاء الوليد بن عبد الملك فبنى«المسجد الأقصى» على ماهو عليه الآن، أما ماحدثنا عنه كتاب« مسالك الأبصار» فهو أنه إلى جانب قبة الصخرة توجد كنيسة يحج إليها النصارى إضافة إلى بيت لحم الذي يعتبر من أقدس أماكن الزيارة حيث يوجد قبر«حنة أم مريم بنت عمران»...
... هذه لمحات عن القدس البهية يادمشق.. ياجلق العرب.. ياحكاية فجر لن تنتهي.. ياأنشودة نصر أبي... ياأصدق دعوة لقاء إلى لقاء.. إلى هذه المدينة التاريخية ستسافرين قريباً لتحتضني طهرها بين عباءاتك الزمردية وتنثري على أكتافها النورانية نجوم الاخاء والاجلال وتمسحين بالعزيمة والايمان وجهها الكريم والوضاء وتقلدينها وشاح الثقافة العربية المكرم بكل الاجتهادات الأدبية والفكرية والفنية..
.... فهنيئاً لك يادمشق بعام الثقافة الذي استضافته عدة جهات بكل بذل وعطاء متنوع الاشكال والألوان... هنيئاً لك وأنت تسافرين للقدس البهية كي تتابع المشوار وتقرع طبول الافراح والآمال الجسام معلنة أن القدس ستكون عاصمة الثقافة العربية للتوالي من الأيام«2009م» رغم أنف«أولمرت وليفني وبيريز وكل ذيول اسرائيل من انصار الرجعية والعبودية».
... فإلى صدر تاريخك المجيد ضمي شقيقتك القدس يادمشق وسيول من الاصالة العربية تغمر لقاء كما الهام والكبير بشتى الثقافات وكبار التمنيات بأن يكون اعلان القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009م فاتحة عهد جديد ونصر أكيد وحدث هام بأنه للقدس سلام آت.. آت.. ولابد أن يكون آتياً..
منقوووووووووووووووووووووولهــــــــــــ